يجب أن تعرف أولا أن التلف الذي يحدث للعصب البصري نتيجة الجلوكوما لايمكن علاجه ولا استرجاعه ، وأن الهدف من علاج الجلوكوما هو تخفيف ضغط العين ومنع حدوث المزيد من الضرر على عصب العين وتخفيف التدهور في الإبصار .
يجدر بالذكر بأنه هناك ثلاث طرق رئيسية لعلاج الجلوكوما ، ويحتاج بعض المرضى إلى العلاج بأكثر من طريقة :
الطريقة الأولى : العلاج الدوائي : وذلك عن طريق استخدام قطرات العين أو تناول الحبوب المدرة للبول لتخفيف ضغط العين ، وهو علاج فعال ويتناسب مع معظم أنواع الجلوكوما وقد أصبح الآن العلاج بالقطرات سهل نظرا لتوفر أنواع كثيرة كما قل عدد مرات الاستخدام إلى مرة أو مرتين في اليوم كما تم دمج بعض القطرات مع بعضها وأصبحت ت}خذ كقطرة واحدة بدلا من قطرتين .
وتعمل قطرات العين إما عن طريق إنقاص إفراز السائل المائي داخل العين أو من خلال تحسين تصريف السائل المائي من خلال زاوية العين ، ويجب استخدام هذه الأدوية بانتظام وأن يكون هناك من 5 إلى 10 دقائق بين كل قطرة وقطرة كما يجب عدم التوقف عن أخذها ووضعها في مكان بارد بعيدا عن الحرارة والشمس .
ومن المهم أن يراجع مريض الجلوكوما طبيبه المختص كل 2-3 أشهر لتعديل استخدام القطرات إذا احتاج الأمر ، كما يجب التأكد من ضغط العين خاصة وأن بعض القطرات تفقد بعضًا من قدراتها العلاجية بعد مدة طويلة من الاستعمال ، كما قد تسبب بعض قطرات الجلوكوما أعراضًا جانبية مثل مثل الصداع واحمرار العين فإن مراجعة الطبيب تمكنه من استبدالها
الطريقة الثانية : العلاج عن طريق أشعة الليزر : يستطيع العلاج بالليزر تخفيف تجمع أو تراكم السوائل في العين وهو يفيد في بعض الحالات ، ويلعب دور مهم في حالات أخرى وأحيانًا قد نحتاج إلى إعادة العلاج بالليزر أكثر من مرة .
ويختلف نوع الليزر المستخدم حسب نوع زاوية العين.
الطريقة الثالثة : العلاج الجراحي : ويتم اللجوء إليه في حالة عدم الاستفادة من الوسائل العلاجية السابقة أو في حالات الجلوكوما الحادة والخلقية .
هناك بعض الحالات التي نلجأ فيها إلى الجراحة كخيار أول وذلك في حالة الاكتشاف المبكر للمرض وفي حال كان سن المريض ليس متأخرا ونسبة الابصار في العينين 6/6 أو 6/9 وعصبه البصري سليم نسبيًا .
وتقوم الجراحة بتخفيف ضغط العين بعمل قناة تصريف للسائل المائي خارج العين ، وتستخدم بعض الأدوية التي تساعد على تحسين العمليات الجراحية وعدم تكون الأنسجة الليفية التي تؤدي إلى الالتصاقات وتقفيل قناة التصريف .
وختامًا نشير إلى أن خطورة الجلوكوما (الماء الأزرق) تكمن في الاكتشاف المتأخر لها والاهمال في العلاج ومراجعة الطبيب .
وأن الثلاثة طرق العلاجية تعطي نسبة نجاح 60% ، مما يعني أن هناك نسبة 40% كاحتمالية لفشل طريقة العلاج ، لذلك نلجأ إلى استخدام أكثر من طريقة لعلاج الجلوكوما ويجب التأكيد على أن المتابعة مهمة للغاية حتى بعد إجراء الجراحة .
د. محمد فوزي خليفة
استشاري أمراض وجراحة الجلوكوما