علاج كسل العين ، حساس جدًا وله شروط قياسية لنجاحه

في حقيقة الأمر الكسل هو ليس للعين و لكن للعصب الذي ينقل الصورة من العين للمخ. و حتى نفهم الأمور بشكل بسيط, فنحن نستقبل الصور بأعيننا و ينقلها العصب للمخ لرؤيتها و إدراكها. إذن العين هي مجرد جهاز استقبال.
في حالة الكسل تكون العين سليمة تشريحياً (شكل أعضاء العين و ترتيبهم داخلها) و فسيولوجياً (وظيفياً). أما الخلل فهو في نقل الصورة المكونة داخل العين لمراحل أبعد من ذلك. و هنا يجب أن نفرق ما بين حدة الإبصار و التي تقاس عادة بالكسور (6/6 أو 20/20) و الأخطاء الإنكسارية و التي منها طول النظر و قصر النظر و الاستجماتيزم ( أحيانا يطلق عليه الإنحراف). الخطأ الانكساري هو الدرجة المطلوبة لتحسين تكون الصورة بالعدسات, تماما مثل إستخدام ال”زووم” و ال”فوكس” لتحسين جودة الصورة عند التصوير. و تلك تقاس بوحدات كاملة (+4 أو -5 و هكذا). تصحيح الأخطاء الإنكسارية هو مهمة عمليات تصحيح البصر و منها الليزك.
أما حدة الإبصار فهي مرتبطة بأي سبب يضعف النظر, سواء كان خطأ انكساري أو غير ذلك, سواء الشبكية, أو العصب ألخ..
في حالة الكسل يكون إنخفاض في حدة الإبصار نتيجة سبب في الطفولة و مع نمو وظيفة العين. على أن يكون هذا السبب في عين دون الأخرى. مثال لذلك الحاجة لنظارة طبية مع اختلاف كبير في الدرجات ما بين العينين, حيث لا يدرك الطفل حاجته للنظارة و يعتمد على العين الأفضل دون شكوى , ثم يكتشف مصادفة في سن أكبر ضعف هذه العين. مثال آخر هو ارتخاء في الجفن يغلق العين بالكامل أو مياه بيضاء (عتامة في عدسة العين) و كلها في ناحية واحدة دون الأخرى. في كل تلك الأمثلة تحرم العين المريضة من رؤية صورة واضحة في فترة تكون هذه الوظيفة.
علاج الكسل حساس جدا و له شروط قاسية لنجاحه, و هي: أن يزال السبب الذي أدي لضعف النظر في الأصل.
أن يقوم المريض (أو أهله لأنه غالبا طفل) بتمارين لتنشيط العين الكسولة عن طريق تغطية السليمة و تشجيع الأضعف على العمل.
أن تكون هذه الإجراءات في الطفولة (قبل عمر 10-12 سنة بحد أقصى ) قبل ان يكتمل الكسل.
تختلف درجات الكسل من مريض إلى آخر. و لا يمكن للبالغين إعادة تنشيط العصب (على الأقل في إطار المتاح من العلم في الوقت الحالي), لكن يمكن الإستفادة من المتبقي من النظر في هذه العين بالقدر الذي تسمح به. مثال لذلك إجراء تصحيح نظر للحصول على أفضل نتيجة من العين, لكن بعد التوضيح بمدى إمكانية التحسن.
و قد يكون الكسل مصحوب بحول أيضاً, و في تلك الحالة علاج الحول تجميلي و لا يؤدي لتحسن الرؤية.
لذلك ننصح المرضى و عائلاتهم في الإستفاضة في الاستفسار مع الطبيب المعالج, قبل العلاج, عن الحالة و فرص التحسن, حتى يكون هناك إجماع بينهم على النتائج المتوقعة

د.إسلام حمدي

استشاري القرنية بالمركز و الاستاذ المشارك بجامعة عين شمس زميل كلية الجراحين الملكية بجلاسجو و جامعة ميجيل هرنانديز باسبانيا و عضو المجلس الدولي للجمعية الدولية لتصحيح الابصار
للتواصل :
Islammhamdi@hotmail.com