قرنيتي المزروعة .. من أين جاءت ؟!

99% من حالات زراعة القرنية يتم فيها استخدام قرنيات بشرية ، والنسبة الأقل هي لقرنيات صناعية ، وذلك بسبب ضعف أداء القرنيات الصناعية وقلة فرص نجاح العملية ، لذلك تم الاكتفاء بها في الحالات التي لن تنجح فيها القرنيات البشرية .

حتى وقت كتابة هذا المقال ؛ المصدر الوحيد للقرنيات المزروعة هم المتبرعون البشر المتوفون حديثًا ، بحيث تؤخذ القرنية بعد وفاة المتبرع خلال 6 ساعات ، ويتم حفظها بعد دراستها والتأكد من صلاحيتها للزراعة في خلال 48 ساعة ، وتحفظ في سوائل خاصة بحيث تكون صالحة للزراعة لمدة أسبوعين ، وتحفظ في درجة حرارة 4 مئوية

هناك مواصفات لابد من توفرها في القرنية المزروعة المُتبرع بها ولكن لايُشترط التوافق النسيجي كما هو الحال في الأعضاء المزروعة الأخرى .

السبب في ذلك هو أن القرنية خالية من الأوعية الدموية وبالتالي لا تتعرف عليها الأجهزة المناعية لدى المُتلقي في الظروف الدفاعية العادية.

كما أظهرت الأبحاث عدم وجود فارق في نسب النجاح بناءا على التوافق النسيجي .

غير ذلك ، فلابد أن تكون القرنية الموهوبة من شخص لم يجرِ عمليات بالعين قبل ذلك ، ولا يعاني من أمراض خاصة بالعين مثل الالتهاب القزحي أو ارتفاع ضغط العين أو مشاكل بالقرنية مثل عتامات أو التهابات سابقة ، كما يجب أن يكون المتبرع خالي من الأمراض المعدية الفيروسية تحديدُا مثل الالتهاب الكبدي الوبائي ومتلازمة نقص المناعة .

يتم فحص القرنية على جهاز المصباح الشقي الذي يماثل الجهاز الموجود في عيادات الأطباء وذلك لرؤية الصفات الكبيرة للقرنية .

كما يتم فحص عدد الخلايا المبطنة للقرنية باستخدام مجهر خاص ، وتحتاج القرنية إلى حد أدنى من الخلايا المبطنة حتى تكون صالحة للزراعة .

ولا تخرج القرنية من السائل المحفوظة فيه إلا بعد بدء العملية مباشرة .

د.إسلام حمدي

استشاري القرنية بالمركز و الاستاذ المشارك بجامعة عين شمس زميل كلية الجراحين الملكية بجلاسجو و جامعة ميجيل هرنانديز باسبانيا و عضو المجلس الدولي للجمعية الدولية لتصحيح الابصار