– أيهما أخطر الماء الأبيض أو الماء الأزرق؟
– الماء الأبيض عبارة عن عتامة بعدسة العين الطبيعية.
– الماء الأزرق عبارة عن إرتفاع بضغط العين.
– العمليات الجراحية هي الحل الوحيد للماء الأبيض.
– العدسات الداخلية البديلة تختلف تماما عن العدسات اللاصقة
يعتبر الماء الأبيض )الساد أو الكتاراكت( السبب الرئيس لنقص النظر والعمى على مستوى العالم، والجيد في الأمر أنه يمكن إسترداد النظر في هذا النوع من العمى بعملية فنية دقيقة.
ولو أخدنا مقطعاً تشريحياً من مقلة العين لرأينا أن الضوء يأتي من الأمام ويخترق أنسجة وأوساط شفافة ليصل إلى شبكة العين (التي هي جزء من المخ إمتد إلى داخل العين عن طريق العصب البصري) والتي تقوم بتحويل المرئيات والضوء إلى إشارات كهربائية يتم نقلها عن طريق العصب البصري إلى مركز الابصار بمؤخرة المخ حيث هناك نقوم برؤية الأشياء وتمييزها ويتم تخزينها في ذاكرة المخ.
وأهم الأنسجة الشفافة التي يخترقها الضوء في طريقه إلى الشبكية هما القرنية ( تقع أمام سواد العين- القزحية-) والعدسة ( تقع خلف سواد العين). وأي عتامات أو غباشات في هذه الأنسجة والأوساط الشفافة تؤدي إلى عدم ووضوح الصورة الواقعة على الشبكية وبالتالي نقص في النظر بدرجات متفاوته حسب مقدار هذه العتامات، والماء الأبيض هو عتامة في عدسة العين الطبيعية التي حبانا الله سبحانه وتعالى، وهذه العتامات عادةً ما تبدأ خفيفة ثم تزداد تدريجياً مع الوقت.
أعراض الماء الأبيض:
يؤدي الماء الأبيض إلى نقص تدريجي في النظر من دون الشعور بألم (وهذا يميّزه عن أمراض أخرى)، وهذا التناقص في حدة الإبصار يزداد شيئا فشيئا حتى يصبح الشخص غير قادر على تمييز الأشياء ويتمكن فقط من رؤية النور.
وفي أحيان نادرة عندما يهمل الماء الأبيض قد تؤدي إلى ماء أزرق ( الذي هو إرتفاع في ضغط العين) عندها يشعر المريض بألم حاد مبرح (مصداقا للمثل النجدي لا وجع إلا وجع العين ولا هم إلا هم الدين) وحينئذ يدخل العلاج مرحلة أصعب.
أنواع الماء الأبيض
الماء الأبيض الشيخوخي:
وهذا هو الأكثر شيوعاً ويتكون بسبب تقدم العمر, مثل ما يبيّض الشعر يتكون الماء الأبيض في عدسة العين، ويصيب الإنسان عادة بعد عمر الخمسين عاماً، وقد لا يظهر عند بعض الناس إلا بعد التسعينات من العمر، ( يعني أن الماء الأبيض سيصيب جميع الناس إن عاجلاً أو أجلاً لهذا بعضنا يعتبر الماء الأبيض من علامات الشيخوخة وليس مرضاً بالمعنى الحرفي) وفيه أسباب تعجّل من الإصابة به مثل وجود بعض الأمراض الجسمية المهملة وخصوصاً داء السكري، أو عند المدخنين، أو من يتعرضون كثيراً لأشعة الشمس المباشرة بسبب طبيعة عملهم، أو قد تكون هناك عوامل عائلية أخرى.
الماء الأبيض بسبب تناول بعض الأدوية وخصوصاً الكورتيزون.
الماء الابيض الخلقي والذي يولد به الطفل أو يتطور في الأشهر الأولى بعد الولادة، ويكون بسبب أصابة الأم بالتهابات أثناء الحمل مثل الحصبة الألمانية وغيرها، وكذلك فأن الوراثة تسبب مثل هذا النوع.
الماء الأبيض بسبب الأمراض الجسمية العامة مثل السكري،و الأمراض الإستقلابية وغيرها.
العلاج:
العلاج الوحيد الثابت علمياً للماء الأبيض هو التدخل الجراحي. وتعتبرعمليات إزالة الماء الأبيض وزراعة العدسات الداخلية البديلة للعدسة الطبيعية المعتمة هي أكثر العمليات المجدولة (غير الطارئة) التي تُجرى للجسم البشري.
وعمليات الماء الأبيض من العمليات المجهرية الدقيقة حيث يتم إستخدام الميكروسكوب الجراحي الذي يقوم بتكبير العين إلى أكثر من عشرين ضعف حجمها الأصلي. و تحتاج أن يكون الجراح متدربا تدريبا خاصا.
والان تجرى هذه العمليات بتقنية عالية بدون تخدير( فقط تستعمل قطرات بنج لسطح العين) ، وتُعمل فتحات صغيرة لا تحتاج إلى خياطة جراحية، وبعد إزالة الماء الأبيض نقوم بزراعة عدسة داخلية (و هي مختلفة تماماً عن العدسات اللاصقة) ولا يعلم المريض بوجودها لو لم يتم إخباره بأنها زُرعت له, وهي لا تحتاج إلى تنظيف كما يعتقد بعض العامة و لا يمكن أخراجها من العين و تدوم على طول حياة المريض.
ويستخدم لتفتيت وإزالة الماء الأبيض (العدسة الطبيعية المعتمة) أجهزة حديثة مثل الفيكو والذي يستخدم الموجات الصوتية وكذلك نستخدم أجهزة الفيمتو ليزر والنانو ليزر لهذا الغرض.
والعدسات المزروعة داخل العين هي أول جسم غريب تمت زراعته داخل الجسم البشري (قبل صمامات القلب والمفاصل الصناعية وغيرها) وقد تطورت تقنية صناعة هذه العدسات كثيراًمن الصلبة إلى اللينة القابلة للطي في وعاء خاص من أجل إدخالها في مكانها بالعين من خلال الفتحة الصغيرة ثم فردها داخل محفظة العدسة. و كذلك تطورت هذه العدسات من أحادية البؤرة إلى متعددة البؤرة (Multifocal IOLs) والتي تتيح للشخص رؤية البعيد والقريب بوضوح، وبدون الحاجة لنظارات قراءة، وهذا النوع من العدسات قد لا يكون مناسباً لبعض المرضى. و كذلك يتم علاج الإستجماتزم (الإنحراف) بإضافة اللابؤرية لهذه العدسات (Toric IOLs), وكذلك تتم إضافة مرشح للأشعة فوق البنفسجية (UV) لهذه العدسات مثل ما يتم إضافتها للنظارات الشمسية لتقليل وهج أشعة الشمس.
وفترة النقاهة بعد عمليات الماء الأبيض الحديثة, التي هي من عمليات اليوم الواحد, قصيرة جداً حيث يتم إستعادة النظر بشكل سريع وحيث أنه لا يوجد جروح كبيرة وإنما هي فتحات صغيرة فيمكن للمريض الركوع والسجود بعد العملية مباشرةً. ويستعمل المريض قطرات للعين لفترة محدودة بعد العملية.
تنبيه:
يخلط الناس كثيراً بين الماء الأبيض والأزرق، فالماء الأبيض هو كما فصلنا، أما الماء الأزرق (الأسود أو يسمى السويرق) فهو حالة مرضية عبارة عن إرتفاع في ضغط العين وغالباً ما يكون بدون ألم ولكن قد يكون مصاحباً لألآم بالعين و قد تكون شديدة، ويسبب بمرور الوقت تلف بالعصب البصري وفقدان لمجال الرؤية الطرفي ثم فقدان الإبصار، وهذا النقص لا يسترد مع العمليات أو الليزر أو العلاجات الأخرى ولكن الهدف من العلاج هو المحافظة على ما تبقى من نظر.
بروفسور د. صالح بن عبد العزيز الراشد العمرو
استشاري طب وجراحات الشبكية والسائل الزجاجي، وجراحات الليزر وجراحات الماء الأبيض بالفيكو وزراعة العدسات الداخلية بالعين