مازال الجدل دائرا منذ سنوات وحتى اليوم حول وضع عمليات تصحيح النظر والعدسات اللاصقة في ميزان المفاضلة ليتم اختيار الأكثر أمانا بينهما .
السؤال هنا ، يُفضل أطباء العيون كتابته (بلون أحمر) ويتحمس غالبيتهم ليجودوا بما جمعوه خلال سنوات خبراتهم الطويلة مع المرضى لينبهوا مئات االألواف من مستخدمي العدسات حول العالم .
ونذكر هنا تفاصيل أكثر عن الموضوع في محاولة لايقاف الجدل الدائر ولو بنسب بسيطة ، خاصة وأن أنصار عمليات التصحيح لا يتوافقون ولا يتفقون مع مشجعي العدسات اللاصقة والعكس صحيح !
نلقي هنا اضاءات ونضع دوائر حول أهم النقاط من خلال عدة أسئلة يطرحها علينا المرضى أو اسئلة عامة طرحها الأطباء واستشاريي العيون حول العالم من خلال مئات الأبحاث المنشورة.
ويجيب عن هذه الأسئلة د. إسلام حمدي استشاري طب وجراحة العيون بمركز الاستشاريون لطب العيون .
أولا : هل فعلا يمكننا القول بأن العدسات اللاصقة أشد خطورة من عمليات تصحيح النظر؟
قبل الإجابة يجب أن يكون لدى المتلقى معلومات كاملة وحقيقية وغير منحازة بحيث تكون بعيدة تمامًا عن المصالح الشخصية والممارسات الغير سليمة .
كلا الطريقتان تتعامل مع القرنية بشكل مباشر :.
في العمليات ، يسلط الليزر على القرنية ويغير من شكلها عن طريق إزالة طبقات منها وذلك لتعديل الخطأ الانكساري ، أما في حالة العدسات فهناك جسم غريب يلامس القرنية بشكل دائم .
ثانيًا : ماهي مخاطر كل منهما وأيهما أكثر أمانًا؟
إن تعديل شكل القرنية في عمليات التصحيح يستدعي نحت سطحها ، ولذلك يجب أن يتأكد الطبيب تمامًا أن القرنية في الأساس قوية كي تتحمل ، وإن لم تتحمل فإنها تتحول إلى قرنية مخروطية ، ولذلك فإن نسبة حدوثها قليلة جدا حيث أن الأطباء يتجنبون الحالات الصريحة وحتى الحالات المشكوك فيها .
عمليات التصحيح (كأي عملية) تتم تحت ظروف تعقيم مشددة لتفادي العدوى .
في حال تحولت القرنية إلى مخروطية ، من الممكن السيطرة عليها مبكرًا وحتى التعامل معها في حالاتها المتأخرة.
مع التذكير على أن الممارسة السليمة واختيار الطبيب الكفء يحد من حدوث ذلك .
ونفس الأمر ينطبق على ظروف التعقيم .
أما بالنسبة لمخاطر العدسات اللاصقة؛ فإن العدسة ومهما كانت التقنية المستخدمة في صناعتها فإنها تخنق القرنية ، ومن ثم تقلل مناعتها وتجعلها عرضة للعدوى ،هذا بجانب الحساسية التي تتكون جراء لبسها سواء من العدسة نفسها أو من الأتربة والإفرازات المتجمعة عليها.
أما عدوى العدسات ؛ فقد تؤدي والعياذ بالله إلى قرحة في القرنية تمتد إلى داخل العين وتنتهي بالتهاب صديدي يودي بالعين بأكملها ، ولا سيما أن العدوى المصاحبة للعدسات تتميز بوجود جراثيم شديدة الخطورة مثل : أكنثاميبا والفطريات والسودوموناس .
وهنا تعتبر سيطرة الطبيب على الحالة منعدمة ، وتعتمد على التزام المستخدم بعيدا عنه .
وماذا عن مرضى القرنية اللذين يحتاجون إلى العدسات الصلبة وما إلى ذلك؟
الوضع هنا مختلف تمامًا ، المريض في هذه الحالة لا يستطيع إجراء عمليات التصحيح والعدسة تصبح ضرورة طبية .
حتى أن النظارة لا تصلح ولا يوجد أمام المريض حلول أخرى .
وليس ذلك فقط فإن الأطباء قد يلجئون لاستخدام العدسات اللينة في حالات معينة ، مثل خدوش مابعد العمليات وغيرها من الحالات الأخرى .
ولكن في تلك الحالة يكون الأمر بشكل مؤقت وتحت سيطرة الطبيب .
وبالتالي فإن كلا الخيارين له مخاطر ولكن تظل العمليات ( أكثر أمانًا ) لعدة أسباب :
أولا : أنها تجرى لمرة واحدة فقط
ثانيًا : تتم العملية بالكامل تحت سيطرة الطبيب الذي يحرص على تجنب المضاعفات ، وبالتالي فإن مضاعفات مثل العدوى قد تكون معدومة .
أما في حالة العدسات ، فالخطر تراكمي وكلما طالت مدة الاستخدام زاد احتمال العدوى على عكس ما يظن المستخدم أنه أصبح خبير ، ومهما كان الحرص فقد يسهو أو يمل الشخص من العناية ولذلك تزداد نسبة الخطورة مع مرور الوقت
د.إسلام حمدي
استشاري القرنية بالمركز و الاستاذ المشارك بجامعة عين شمس زميل كلية الجراحين الملكية بجلاسجو و جامعة ميجيل هرنانديز باسبانيا و عضو المجلس الدولي للجمعية الدولية لتصحيح الابصار
للتواصل :
Islammhamdi@hotmail.com