قد يلاحظ البعض ممن أجروا عمليات تصحيح النظر ( على اختلاف أنواعها ) حدوث تشويش في الرؤية في بعض الأوقات ولاسيما في المساء !
فلماذا تحدث هذه الأعراض ومتى تنتهي؟ وماهو علاجها؟
تسمى الرؤية المشوشة بعد العمليات ، اضطراب في نوعية النظر (في الكيف وليس الكم ) ، بحيث يستطيع المريض أن يرى 6/6 ولكن التفاصيل تكون مهزوزة ، كذلك قد تكون الرؤية جيدة في النهار أما في الليل فقد تظهر هالات ضوء حول المصابيح ومصادر الضوء المختلفة ولهذه الأعراض أسباب متعددة
في البداية تكون قرنية العين التي أجري عليها الليزر لايزال بها بعض التورم ، بحيث يحتاج سطح العين إلى عدة أيام إلى أسابيع للعودة إلى حالته الطبيعية .
كما أنه من المعروف أن إفراز الدموع يتأثر بعد العمليات وأن الجفاف الناتج عنه يجعل سطح القرنية غير مستو، تستمر هذه الأعراض حتى يعود سطح العين إلى طبيعته سواء بالالتئام أو باختفاء الجفاف .
أما في الليل فتكون كمية الضوء التي تصل إلى العين قليلة وينتج عنها اتساع طبيعي في حدقة العين في عين المريض ، حيث أن المنطقة الانتقالية في قرنية المريض (مابين المنطقة المعالجة والغير معالجة ) يقل إدراكها مع الوقت ، وعند حدوث التئام فيها يصبح التدرج فيها غير ملحوظ ، كما يحدث نوع من التأقلم نتيجة تكرار التعرض لهذه الأضواء .
مع تحسن الجفاف يصبح سطح العين أكثر نعومة فتتحسن الرؤية .
التعامل مع هذه الأعراض يكون بالانتظار لأنه مرتبط بالزمن وعادة ما تستمر عدة شهور ، في خلال هذه الفترة يكون الاستخدام المتكرر لقطرات الدموع الاصطناعية عامل مساعد .
في النسبة الغالبة من المرضى ، تقل هذه الأعراض وتختفي تمامًا بعد عدة أسابيع إلى عدة شهور على حسب الحالة وحسب الشخص وحسب نوع العملية .
في بعض الحالات القليلة جدا ، لا تتحسن هذه الأعراض من تلقاء نفسها ، حينها من الممكن اعطاء المريض قطرات لتضييق الحدقة ليلاً وفي بعض الحالات الأخرى ، من الممكن عمل جلسة استكمالية بالليزر لعلاج المنطقة الانتقالية ، وفي جميع الأحوال ، هذه الأعراض يمكن التعامل معها وعلاجها .
د.إسلام حمدي
استشاري القرنية بالمركز و الاستاذ المشارك بجامعة عين شمس زميل كلية الجراحين الملكية بجلاسجو و جامعة ميجيل هرنانديز باسبانيا و عضو المجلس الدولي للجمعية الدولية لتصحيح الابصار