الشمس نعمة من نعم الله علينا ولها منافع عديدة وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وكذلك أقسم الله بها ليبين لنا عظم شأنها حيث قال تعالى ( والشمس وضحاها).
و ضوء الشمس يحتوي على أشعة مرئية وغير مرئية، ومن الأشعة غير المرئية ما يعرف باسم الأشعة فوق البنفسجيةUltra violet rays (UV)، ولا يصل إلى الأرض منها إلا القليل وذلك لامتصاصها بواسطة طبقة الأزون وهي تنقسم إلى أشعة أ، ب، ج (A, B, C)، وهذه الأشعة لها منافع كثيرة على الأرض والنباتات والحيوانات، ومن الأمثلة أنها تساعد الإنسان على تكوين فيتامين د النشط في الجلد ثم يدخل الدم ليقوم بعملياته الفسيولوجية المختلفة، ولكن لحكمة من الله فأن الأشعة فوق البنفسجية قد تسبب بعض الضرر على جسم الإنسان. وقد بينت الدراسات أن التعرض لأشعة الشمس يزيد من مخاطر تكوين لحمية ملتحمة العين وعتامات القرنية، وكذلك المساهمة في تكوين الماء الأبيض والتأثير على مركز الإبصار في شبكية العين، ومن أثارها السلبية أنها أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى تكوين الأورام الملونة للجلد.
ولحماية العين من هذه الآثار السلبية وخصوصاً في بلد مشمس مثل المملكة العربية السعودية وبالذات في فصل الصيف فأننا نحن أطباء العيون ننصح بلبس النظارات الشمسية والتي تتوفر فيها بعض الشروط من أهمها وجود مرشح للأشعة فوق البنفسجية، وكذلك تكون لها خاصية الاستقطاب (Polarized) حتى تمنع الأشعة المنعكسة من الأسطح المستوية (مثل الأسفلت، الرمل، السيارات، البحار، الجليد) من الدخول للعين حيث أنها لا تسمح إلا بدخول الأشعة القادمة من إتجاه واحد، ومن فوائد النظارات الشمسية حماية العين من الغبار والأتربة التي تهيج الأغشية المخاطية للعين، ونصيحتي لمن يرغب في شراء النظارات الشمسية ألا ينخدع باللون أو السعر أو الماركة ولكن عليه مراعاة ما يلي:
وجود مرشح للأشعة فوق البنفسجية (UV filter) وخصوصاً أ، ب,
وعادةً ما يوضع وسم أو ملصق يبين ذلك يكتب عليه UV 400، أي أنها تقوم بفلترة الأشعة التي طولها أقل من 400 nm، أو إبحث عن هذه النسبة 95% UVA مع 99% UVB. وتوجد أجهزة عند محلات النظارات للتأكد من هذه المعلومات.
توفر خاصية الاستقطاب (Polarized sunglasses).
ويمكنك معرفة ذلك خلالهما عندما تمسك بعدستين متعامدتين من هذا النوع فإنك لا ترى من خلالها شيئاً، ومن الناحية العملية فإن هذه العدسات تمنع رؤية الصور المنعكسة مثل إنعكاس الأوراق الموجودة على طبلون السيارة على الزجاج الأمامي وتشاهد الزجاج صافياً.
أن تكون كبيرة وحبذا أن تكون منحنية للجانبين أو ذات دروع جانبية لمنع الأشعة الجانبية من الدخول.
أن تكون داكنة لدرجة كافية بحيث تكسر حدة إضاءة الشمس وتمنع الوهج المصاحب.
إذا كانت العدسات من البوليكاربونيت (Polycarbonate) فإنها تكون مقاومة للكسر وهذا ليس مهماً كثيراً لأنه قد يرفع سعر النظارة، وكذلك مضاد الإنعكاسات (ِِAntireflection).
أما بالنسبة للون أو الشكل فيمكنك اختيار ما يعجبك حيث أنه لا علاقة بين اللون ووجود الخصائص المذكورة أعلاه، ولكن تجنب العدسات الردئية التي تسبب تموّج في الأشياء المرئية.
والحقيقة أن العدسات البلاستيكية والزجاجية تمتص جزء من الأشعة فوق البنفسجية ولكن بعض النظارات الداكنة التي لا تمنع كل الأشعة فوق البنفسجية (أ، ب) من الدخول إلى العين قد يكون ضررها أكبر من نفعها حيث أنها تتسبب في توسعة حدقة العين مما يؤدي إلى دخول الأشعة فوق البنفسجية.
وأخيراً فأني أود تذكير من يستعمل عدسات لاصقة أو زرعت له عدسات داخلية مع مرشح للأشعة فوق البنفسجية بأن لا ينسوا استعمال النظارات الشمسية لأنها تحمي سطح وملتحمة العين وكذلك منطقة الجلد المحيطة بالعين. والذين يلبسون النظارات الطبية من الممكن عمل عدسات طبية تصبح داكنة مع الشمس أتوماتيكياً (Photochromic)، أو وضع إطار (Clip-on) بماسك أو مغناطيس يثبت على النظارة عند الخروج إلى الشمس.
بروفيسور/ صالح بن عبدالعزيز العمرو أستاذ واستشاري طب وجراحات الشبكية والسائل الزجاجي رئيس وحدة الشبكية والسائل الزجاجي في قسم العيون بكلية طب – جامعة الملك سعود سابقاً