لكي نفهم طريقة علاج نظارة القراءة ، لابد أن نفهم أولاً كيف ننظر إلى الأشياء القريبة مننا في الظروف الطبيعية .
خلق الله عين الإنسان قادرة على الرؤية بوضوح للمسافات البعيدة دون أي مجهود ( في أولئك اللذين لايحتاجون إلى نظارة طبية ) ، بحيث تتحرك عضلة معينة داخل العين لتغير من شكل العدسة الداخلية فتتحول البؤرة من النظر إلى المسافات البعيدة إلى النظر للمسافات القريبة ، هذا الإجراء يسمى (التكييف) وتكون هذه العضلة نشيطة وتعمل بكفاءة في السن الصغيرة ، وتقل كفائتها تدريجيًا مع التقدم بالعمر حتى تظهر الحاجة إلى ارتداء نظارة القراءة لرؤية الأشياء القريبة تقريبًا في عمر ال 40 ويزداد رقمها تدريجيًا حتى يستقر عند عمر ال 60 .
وبناءا عليه فإن ما يحدث في العين يعتبر متغير(ديناميكي)،ولايوجد أي تقنية تسترجع هذا (التكييف ).
لذلك تعتمد التقنيات المختلفة سواء بالليزر أو بالعدسات الداخلية على صنع رؤية متعددة البؤرة لكي يرى الإنسان القريب والبعيد وهذا يختلف عن ما يسم ب (التكييف).
بعض التقنيات خصوصاً التي توجد في العدسات الداخلية أكثر فاعلية من غيرها لأن العدسة تصنع في مصانع وتستخدم بالأساس إما في الأعمار الكبيرة أو في الحالات التي تحتاج إلى تصحيح نظر إضافي .
أما عمليات تصحيح النطر بعد ال40 بالليزر ،فإنها تؤدي إلى عمل شيء مشابه ولكن على مستوى القرنية ،و يكون لكل جهاز برنامج مختلف عن برامج الأجهزة الأخرى ، ولم تثبت أي من العمليات المروج لها كفاءة كاملة ونتائج ممتازة كتلك التي نحصل عليها في حالات الليزك التقليدية .
في كل جهاز يطلق على البرنامج الذي يتم تثبيته اسم تجاري للدعاية ولكن ليس بالضرورة أن يعطي نتائج ممتازة أو أفضل من غيره.
ومع ذلك ، فهناك نسب نجاح لعمليات التصحيح بعد ال40 خصوصاً في الحالات المناسبة بعد تقييمها بشكل كامل .
د.إسلام حمدي
استشاري القرنية بالمركز و الاستاذ المشارك بجامعة عين شمس زميل كلية الجراحين الملكية بجلاسجو و جامعة ميجيل هرنانديز باسبانيا و عضو المجلس الدولي للجمعية الدولية لتصحيح الابصار