القرنية هي الغطاء الشفاف الخارجي للعين وهي تشبه السطح الزجاجي لساعة اليد ، وتعتبر القرنية عضو فريد من نوعه في جسم الإنسان فلديها عدة خواص لا يشترك فيها معها الكثير من أعضاء الجسم .
أولا هي شفافة وثانيًا هي لا تتغذى من الدم مباشرة بل تتغذى من السوائل المحيطة بها، وثالثًا فهي أكثر منطقة حساسة في جسم الإنسان . وهذه الصفات ضرورية للقرنية حتى تقوم بوظيفتها الطبيعية .
في حال وجود عتامات أو تعرج أو ضرر أصاب خلايا القرنية منعها من البقاء على حالتها الأصلية قد تصلح بعض العلاجات مثل الأدوية أو الليزر في الحالات المؤقتة و البسيطة. لكن في حال ماكان الضرر شديدًا ودائمًا، فلا علاج له إلا استبدال القرنية وهو ما يعرف بزراعة أو ترقيع القرنية.
إن زراعة القرنية هي عملية استبدال القرنية التالفة بقرنية سليمة ، وهذه القرنية السليمة تؤخذ من متبرع متوفي . وفكرتها ببساطة تشبه زراعة أي عضو في الجسم كالكبد والكلى …. الخ .
وتتكون القرنية أساسًا من طبقة خارجية تتجدد إذا جُرحت، و يمكننا تشبيه القرنية بالكتاب لأن لها غلافين أمامي وخلفي ، أما أوراق الكتاب فتمثل سمك القرنية .
الغلاف الأمامي للقرنية قابل للالتئام في حالة الجرح، أما الخلفي لايتجدد إذا تلف ، و تحصل السحابات والندبات والتعرج على مستوى السمك الأساسي في القرنية .
في حالات الزراعة التقليدية، يتم استبدال القرنية بالكامل ولكن مع تطور التقنيات الجراحية أصبح هناك قدرة على استبدال الطبقات المريضة فقط، وهو ما يعرف بالزراعة الجزئية .
الزراعة الجزئية قد تكون في السُمك الأمامي للقرنية – أو مايعرف بالزراعة الأمامية – والتي تعالج القرنية المخروطية والندبات الشديدة .
أما الزراعة الجزئية الخلفية فإنها تعالج الأمراض التي تصيب الغلاف الخلفي للقرنية . وتعتبر نسب نجاح زراعة القرنية إجمالا من أعلى نسب النجاح في عمليات الزراعة في الجسم ، حيث أنها لا تحتاج إلى إجراء توافق للأنسجة لأن الدم لا يمر بها من الأساس . ورغم ذلك فإن هناك عوامل ترفع نسب النجاح وعوامل تقللها ، لذلك لا ينصح بهذه العملية إلا إذا كانت فرص نجاحها من الأساس أعلى ، والنجاح هنا المقصود به شيئين :
تقبل الجسم للعضو المزروع وعدم حدوث رفض .
و تحسن الرؤية .
د. إسلام حمدي
استشاري القرنية بالمركز و الاستاذ المشارك بجامعة عين شمس زميل كلية الجراحين الملكية بجلاسجو و جامعة ميجيل هرنانديز باسبانيا و عضو المجلس الدولي للجمعية الدولية لتصحيح الابصار