1. «الحول عند الأطفال يختفي بنفسه ولا يحتاج لعلاج أو مراجعة الطبيب».
هذه المقولة وهذا التصور خاطئ جداً حيث أن للحول أنواعاً كثيرة وقد يكون عرضاً لأمراض خطرة عند الأطفال (مثل سرطان الشبكية، والذي قد يكون قاتلاً إذا تأخر علاجه، أو أمراض عصبية أخرى)، فلا بد من الكشف الكامل على الطفل بما في ذالك فحص الشبكية بعد توسعة حدقة العين، وكذلك الفحص البصري للعين وتحديد حاجة الطفل للنظارات الطبية من عدمه، حيث قد يكون سبب الحول هو طول النظر وفي هذه الحالة يحتاج الطفل حتى ولو كان رضيعاً إلى نظارة طبية والتي قد تؤدي إلى إختفاء الحول تماماً بدون عمليات جراحية.
وفي الحقيقة يجب المبادرة بالكشف على الطفل بمجرد إشتباه وجود حول لديه من قبل الوالدين وذلك بالإضافة لما سبق فإن الحول غالباً ما يسبب كسلا في العين والذي يجب علاجه ( إما بتغطية العين السليمة أو بطرق أخرى) في سن مبكرة (قبل سن السابعة) لنحصل على أفضل النتائج لتحسين النظر لأنه في حالة إهمال علاج الكسل في الصغر فإنه لا يمكن علاجه في الكبر ويبقى نظر الشخص ضعيفاً بصفة دائماً.
أما التدخل الجراحي لعلاج الحول فهو تجميلي لجعل العين على إستقامة واحدة ويمكن عمله في أي وقت ويفضل أن يعمل بعد علاج الكسل في العين.
2. « لا تعمل عملية الماء الأبيض حتى يجمد ».
هذا غير صحيح إطلاقاً بل إن ترك الماء الأبيض فترة طويلة قد يؤدي إلى ظهور الماء الأزرق (إرتفاع ضغط العين) بمضاعفاته ويجعل عملية الماء الأبيض أكثر صعوبة.
والحقيقة أنه عندما يؤثر الماء الأبيض (الساد) على الوظائف التي يقوم بها الشخص فينصح بإجراء عملية الماء الأبيض بغض النظر عن مستوى حدة الإبصار. والعملية هذه الأيام مع وجود التقنية العالية ووجود الجراح المتمكن، فإنها تجرى عادةً بدون إبر مخدر بواسطة فتحات صغيرة وبدون غرز (خياطة) في العين حيث يتم إزالة العدسة الطبيعية التي أصابها الماء الأبيض وإستبدالها بعدسة داخلية شفافة.
وعادةً بدون أية قيود على المريض بعد العملية حيث بإمكانة القيادة والركوع والسجود بعدها مباشرةً، وتوجد عدسات خاصة حيث يشاهد المريض البعيد والقريب (القراءة) بوضوح بدون حاجة للنظارات وتصلح هذه العدسات لبعض المرضى.
3. « إستعمال النظارة لقصر النظر يزيد الضعف ».
الحقيقة أن إستعمال النظارات الطبية للأشخاص الذين لديهم عيوب إنكسارية يصفي النظر ويركزه وإذا خلع الشخص نظارته فإن نظره يرجع إلى مستواه الأول ولكن بعد أن شاهد هذا الشخص نظراً أفضل لم يكن رآه من قبل فيعتقد أن مستوى نظره الأول نقص حيث أنه لم يكن لديه شيء يقارن به قبل لبس النظارات.
وإذا كان قصر النظر سوف يزداد سوءاً أو يثبت فإن إستعمال النظارة ليس له دور في هذا. وعادة فإن قصر النظر خصوصاً يزداد مع العمر حتى عمر 18 عاماً وذلك مع نمو الجسم ونمو العين وكبر حجمها. فأنصح بإستعمال النظارات الطبية ليكون النظر صافياً، أو أحد بدائلها (عدسات لاصقة، عمليات تصحيح البصر)
4. « عمليات الماء الأزرق تُحسن من النظر».
هذا ليس صحيحاً، والحقيقة أن الغرض من عمليات الماء الأزرق (الجلوكوما) الذي هو إرتفاع في ضغط العين وتأثر العصب البصري بذلك، الغرض منها إنقاص الضغط إلى المعدل الطبيعي الآمن لتلك العين، والمحافظة على المستوى الحالي للنظر، ولمنع إستمرار ضمور العصب البصري وتدني تدريجي بمستوى النظر الذي قد يصل إلى فقدان النظر تماماً، وغالباً ما يكون بدون ألم (وهو ما يعرفه أهلنا في القديم بالسويرق).
5. « يقوم أطباء العيون بإستخراج العين لإجراء عمليات العيون ثم يرجعونها مكانها بعد الإنتهاء من العملية ».
هذه خرافة وإعتقاد خاطئ كبير، حيث أننا عندما نقوم بإجراء أية عملية داخل العين نضع فقط ما نفتح به الجفون، وذلك بعد إجراء التخدير الموضعي أو السطحي ثم ندخل داخل العين بفتحات صغيرة تجرى العملية والعين في مكانها، ولا نقوم بتحريك مقلة العين إطلاقاً.
وعلى العموم فإن عمليات العيون تطورت كثيراً بفضل الله ثم التقنيات العالية جداً المستخدمة الآن. وكما هو معلوم فإن العين مرتبطة بالمخ عن طريق العصب البصري ولإستخراجها لا بد من قطع العصب البصري والذي إذا قُطع فلا يمكن إعادته أو خياطته، فيصبح المريض أعمى كلياً (لا يمكن أن يرى حتى النور) ولا نقوم بإزالة وإستخراج العين كاملة إلا في حالات نادرة جداً لمعالجة الأورام الخبيثة داخل العين، ذلك للتخلص من العين التي بداخلها الورم السرطاني ولا يتم ولا يمكن إرجاعها حيث نزرع مكانها عيناً صناعية للتجميل فقط.
بروفسور/ صالح بن عبد العزيز العمرو أستاذ جامعي وطبيب استشاري