الجلوكوما .. لص خفي يسرق البصر

“الجلوكوما” اسم يشمل مجموعة من الأعراض تظهر على العين بسبب ارتفاع ضغط العين تؤدي الى نقص المجال البصري بسبب تلف العصب البصري ، وتؤثر في قدرته على نَقْل الصور إلى الدماغ، كل ذلك بسبب ارتفاع الضغط داخل العينين.

يُعرَف الجلوكوما عند عامة الناس بأنه “الماء الأزرق”. وعلى الرغم من شهرة التسمية الأخيرة إلا أنه في الحقيقة لا يوجد ماء في العين بهذا اللون، بل إن الإصابة بهذا المرض يصاحبه – في بعض انواعه – رؤية هالات ملونه حول مصادر الضوء.

مَكْمن الخطورة في الجلوكوما أنه يؤدي إلى ظهور بقع عمياء داخل المجال البصري ، وفقدان أجزاء من المجال البصري للرؤية، وقد يؤدي ازدياده إلى العمى الكامل -لا قدّر الله-. لكن، كيف تنشأ الجلوكوما في العين؟ تُفرِز العين باستمرار سائلاً ليحافظ على كرويتها، ويتم تصريف هذا السائل عبر قنوات دقيقة ليبقى معدل ضغط العين ضمن حدوده الطبيعية.

إلا أن عدم التوازن بين كمية الإفراز وكمية التصريف يؤدي إلى تجمع هذا السائل المائي داخل العين، وبالتالي ارتفاع الضغط على اجزاء العين ويكون التأثير الاكثر على اضعف جزء من العين الا وهو العصب البصري . يُطلق الطب الحديث على الجلوكوما “اللص الصامت”، فهو ينتشر في العين دون نشوء أي أعراض له، كما أنه قد يسرق من الشخص بصره بدون اي اعراض ودون القدرة على استرداده مرة أخرى.

لذا، فإن التشخيص والعلاج المبكر عامل أساسي للوقاية من الجلوكوما ومضاعفاته. وننصحك في هذا الصدد بفَحْص العين كل 3 إلى 5 سنوات بعد سن الـ40، وكل سنة بعد سن الـ60. ويزيد التأكيد على الفحص الدوري لضغط العين عند وجود تاريخ مرضي له في العائلة .

تشير الدراسات الطبية إلى وجود عدة أنواع للجلوكوما، أولها “الزاوية المفتوحة” وتؤدي إلى ضعف مُتدرِّج في الإبصار. ولسوء الحظ، فليس لهذا النوع أعراض تساعد على اكتشافه باكراً.

النوع الآخر جلوكوما “الزاوية المغلقة الحادة”، ويصاحبه آلام واحمرار في العين، وغثيان وصداع، وهالات ملونة حول الضوء.

وكذلك الجلوكوما الثانوية بسبب اصابات العين او الالتهابات او العمليات الجراحية او بسبب استعمال بعض الادوية كالكورتيزون وهناك الجلوكوما الخلقية، التي تنشأ لدى الأطفال حديثي الولادة أو بعد عِدَّة أشهر منها.

يركز علاج الجلوكوما على خفض ضغط العين إلى معدلاته الطبيعية واختفاء الاعراض المصاحبة, وقد, وليس شرطا ان يتحسن مستوى النظر.

وإذا كنتَ ممّن أصيبوا بهذا الداء، فتذكر أن الأدوية ليست علاجاً مؤقتاً، بل يجب تناولها باستمرار، لأن الانقطاع عنها يؤدي إلى ارتفاع معدل الضغط مرة أخرى.

يبدأ العلاج بالقطرات الموضعية او الحبوب ثم اذا لم ينزل الضغط الى المعدل الطبيعي يتم التدخل بالليزر اتحسين تصريف ماء العين او جراحيا بعمل قنوات تصريف سائل العين , كل ذلك للابقاء على ضغط العين في المعدل الطبيعي .

المتابعة الدقيقة مع طبيب الماء الازرق, وقياس ضغط العين, وعمل فحص للمجال البصري, وصور لعصب العين, كل ذلك يعمل بشكل دوري لحماية العين بإذن الله من التلف والعمى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *